مـــــــراجــعــــة

أستغفرُ اللَه من ذنبي وتقصيري _____ما حيلةُ المرءِ في حُكْمِ المقاديرِ

قضى الإله بأن أبقى ـ وذا قدري ـ _____مثل الفراشة توَّاقا إلى النور

أحوم حول سراج الحق ملتمسا _____فيه انعتاقي من الدنيا وتحريري

أدنو من الألق الأسنى فيبهرني _____نور الحقيقة لا وهم الأساطير

حيث السعادة في إدراك ما عجزت _____عن أن تحيط به كل التفاسير

هنالك النفس تسمو للفناء بمن _____جلّت مزاياه عن شرحي وتفسيري

إني رأيت شموس الحق ساطعة _____أنَّى اتجهتُ بإحساسي وتفكيري

رأيت أن الجمال الكل منسجم _____في صورة الخلق لا في المنطق الصّوري

سبحان من أبدع الأكوان من عدم _____وصوّر الخلق في شتى التصاوير

آياته ظهرت في كل ناحية _____تغْني بإفصاحها عن أي تقرير

من أودع السحر في لحظ العيون? ومن _____يجلو السرائر من بوح الأسارير?

من ألهم الطير آياتِ البيان إذا _____غنّت برجع شجيِّ اللحن مخمور?

من فجّر الصخر ينبوعا بقدرته? _____من أودع الطيب في نفح الأزاهير?

من خَطَّ في هذه الدنيا مناهجها _____كيما تسير بإحكام وتدبير?

جلّ الذي بوّأ الإنسان منزلة _____فاقت بمعيارها كل المعايير

أعطاه عقلاً به ساد الوجود فما _____يحيا بمحجوب أمر أو بمنظور

فأبصر النورَ نورَ الحق منبجسا _____من ظلمة الكون من بين الدياجير

من يعْش عنه فقد ضل السبيل به _____وقصر العزم فيه أي تقصير

ليل يكرُّ وصبح جاء يتبعه _____والناس ما بين مَنْهيٍّ ومأمور

يسعى حثيثاً كما شاء الإله له _____يجري على خير إحكام وتقدير

فيم التعلل بالأوهام تخدعني? _____كخابط ضَلّ ما بين الأعاصير

مالي سوى منهج الإيمان أسلكه _____حتّام ألقي كما أهوى معاذيري?!

من قصيدة: يـــا بـــانــيَ الإنســـــان

عيد أطلَّ مع الربيع صباحا _____ملأ الوجودَ طلاقةً وسماحا

عيد تألق في الخميل فزاده _____ألقا, ونافحَه العبير ففاحا

هشَّت لمقدمِهِ الرياض تحية_____فمضى يضاحكها هوى ومزاحا

كُلٌّ بدا بَهِجاً : فذلك راقص_____طربا وذا ملأ الفضاء صداحا

فكأن أرض الله أضحت جنة_____للناظرين ومرتعا ومراحا

عيد المعلم والربيع تآلفا _____فغدا لمن رغب الجمال مباحا

لمسا على خفرٍ يراعة شاعر _____عشق السرور وأدمن الأفراحا

جَهَدَ الوشاة به ليهجر دوْحه _____فأبى وأعرض نائياً وأشاحا

وأفاض باللحن الجميل كطائر _____غرد أرنَّ فأسكر الأدواحا

ذكر الصبابة والصِّبا فارتاحا _____ وسما به الشوق القديم فباحا